ثقافه وفنفنمنوعات

الفنانة«شادية» |.."صوت" بتلاتة تعريفة و "فن" بمليون جنيه

كتب |محمد علاء

صوت بتلاتة تعريفة، وفن بمليون جنيه: هكذا وصف عبد الوهاب صوت شادية، لينضم إلى الكثيرين ممّن انتقدوا صوتها ومحدوديّته،

من هؤلاء أيضاً أم كلثوم، والتي على الرغم من تقديرها لشادية، إلا أنها وصفت صوتها بالخفيف وغناءها بأنه أقرب للوشوشة، ليأتي رأيها متّسقاً مع الرأي السائد بأن صوت شادية يلائم الأغاني الخفيفة أو الاستعراضات. حتى مستمعيها ومعجبوها لم يلتفتوا كثيراً لتطوّر أداء شادية وما أضافته للغناء العربي؛

ولدت فاطمة كامل شاكر في ١٩٢٩ لأب مهندس ولأخت، عفاف، والتي حاولت دخول عالم الغناء بدون جدوى. ورغم رفض الوالد امتهان ابنته عفاف للغناء، إلا أن شادية نجحت في إقناع والدها عن طريق أختها بدعهما ومساعدتها. وبالفعل، اصطحبها إلى مسابقة فنيّة لشركة اتحاد الفنانين (التي أسسها المخرج حلمي رفلة ١٩٠٩-١٩٧٨) وأثارت إعجاب اللجنة والذي كان من بينهم المخرج أحمد بدرخان (تقول الأسطورة أنه اصطحب شادية إلى منزل أم كلثوم التي أثنت على صوتها وأدائها)،

مثّلت شادية أوّل أدوراها في فيلم أزهار وأشواك العام ١٩٤٧ من إخراج محمد عبد الجواد. ولكي نفهم السياق التاريخي الذي بدأت فيه حياتها الفنيّة، ظهرت شادية في فترة الأربعينيّات، وهو العصر الذهبي للفيلم الغنائي الاستعراضي الذي كانت تحتكره بشكل كبير ليلى مراد (١٩١٨-١٩٩٥) والتي اعتزلت عام ١٩٥٥. وبالتالي، نفهم أن أثر قولبة شادية في إطار الأفلام الاستعراضيّة الغنائيّة في أول حياتها ساهم في ترسيخ ذلك الشكل وهذا النوع من الأداء عليها وعلى علاقتها بالجمهور. جاءت بداية شادية الحقيقية من خلال أفلامها مع محمد فوزي: صاحبة الملاليم (١٩٤٩) من إخراج عز الدين ذو الفقار، حمامة السلام (١٩٤٨) من إخراج حلمي رفلة، الروح والجسد (١٩٤٨) من إخراج حلمي رفلة، مرسّخاً الشكل الغنائي الاستعراضي الذي ستتبعه شادية طوال فترة الخمسينيّات تقريباً. إذ يعتبر عقد الخمسينيات أغزر العقود من ناحية الإنتاج الفني لشادية، ممثّلةً في أكثر من 50 فيلم في الفترة ما بين (١٩٥٠-١٩٥٤)، ويكاد يكون ذلك هو نصف إجمالي أفلام شادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى