إنهم يسرقون ثقافتي باسم يوسف رداً على بيرس مورغان

ملخص حوار باسم يوسف مع بيرس مورغان حول فيلم كليوباترا الوثائقي وتحريف التاريخ الفيديو بعنوان “إنهم يسرقون ثقافتي”
بيرس مورغان: إليزابيث تايلور كانت أهم نجمة سينمائية في العالم عندما لعبت دور كليوباترا ولم تكن مصرية؟ فما الفرق؟
باسم يوسف: ذلك عندما لم تكن هوليوود مطلعة بشكل كافِ عند تصوير كليوباترا عام 1961 بطولة إلزابيث تايلور. نحن لا تغمرنا السعادة بلعب إليزابيث تايلور دور كليوباترا فقد كان ذلك أمر غير دقيق أيضًا. في الحقيقة لقد مُنع فيلم كليوباترا 1961 في مصر وفي العديد من الدول العربية الأخرى بسبب موقف إليزابيث تايلور الداعم لإسراEiل لذلك لا أعلم من أين جاءتك هذه الفكرة.
من ناحية أخرى هذه هي هوليوود التي أعطت “جون واين” دور “جنكيز خان” عام 1956 لأن في هذا الوقت لم تكن هوليوود مطلعة بما يكفي.
مشكلتي ليست مع اللون – أبيض كان أو أسود- فهذه وسيلة لاختزال الأمر والتقليل منه كما يتحدث عنه الأمريكيون. أنا مصري ومصر تمتلك أصحاب بشرة مختلفة الألوان فهناك من يشبهني وهناك من لديهم بشرة داكنة أكثر مثل “أنور السادات”، صاحب الأصول النوبية، لذا فالأمر لا يتعلق بأبيض وأسود بل يتعلق باستباحة هوليوود للتاريخ وتزييفها له بفعل ما يسمى بحركة الأفروسنتريك التي بدأت القرن الماضي بنية حسنة لتعريف الأمريكيين من أصول أفريقية بتاريخهم الثري في غرب أفريقيا وإمبراطوريات بنين وغانا والستغال ومالي. لذا نجد البعض مثل “كيفن هارت” – الموالي لهذه النظريات- يدعي أن أسلافه بنوا الأهرامات، عذرًا فأسلافه امتلكوا حضارتهم الرائعة في غرب أفريقيا لكنهم اليوم يحاولون الاستيلاء على ثقافتي ويطلقون على شعب مصر غزاة ودخلاء بغض النظر عن لون بشرتهم، ويحاولون محونا من تاريخنا وهذا ما تفعله هوليوود على مر السنين.
بيرس مورغان: أليس على الممثلين ممارسة عملهم ألا وهو التمثيل، أليس على كل ممثل لعب أي دور دون استثناء؟
باسم يوسف: نحن لا نتحدث عن عمل فني روائي بل هذا “وثااائقي”، وهنا يكمن الاختلاف. هذا ليس فيلم “The little Mermaid” التي تعد شخصية خيالية يمكن لأي شخص لعبها. كليوباترا ذات أصول يونانية-مقدونية والأمر لا يتعلق بلون البشرة بل يتعلق بحساسية “هوليوود” المفرطة تجاه جميع الأقليات إلى أن يتعلق الأمر بشعبي فيتم محونا.
منذ بضع سنوات مضت أعلنوا أن “جال جادو” التي كانت جندية إسراEiلية سابقة تقبل أفعال حكومتها الوحشية والمشينة ضد الأطفال الفلسطينيين كانت ستلعب دور كليوباترا وهي إهانة أكبر بالنسبة لي، وجال جادو ليست سمراء البشرة، فالأمر لا يتعلق بأبيض أو أسمر بل بفكرة استيلاء هوليوود على ثقافة شعبي. أنا لا يهمني ما يقوله “تشارلتون هيستون” في “The Ten Commandments” أو ما يقوله “ستيفن سبيلبرج” في prince of Egypt ولكن العبيد اليهود لم يبنوا الأهرامات وقد دحض المؤرخون ذلك مرات عديدة.
ما يهمني أننا الشعب الوحيد الذي لا يسمح له بالتحدث عن تاريخه وهوليوود يقومون بذلك نيابة عنا.
ما نراه في إعلان الوثائقي سيدة تقول “لا يهمني ما يقولونه، كليوباترا كانت سمراء” من هذه السيدة؟ ولماذا الأمريكيون الأفارقة يحكون تاريخي. هناك الكثير من التاريخ الزائف يتم تداوله.
شعوب غرب أفريقيا لم يبنوا الأهرامات وكليوباترا لم تبدو بهذا الشكل واليهود لم يبنوا الأهرامات أيضًا. حان الوقت لتستمع هوليوود للشعب صاحب هذا التاريخ.